الأحد، 28 أبريل 2013

عروبتنا في حارتنا


للناس فيما تختاره لابنائها من اسماء مذاهب وشجون . في هذه العجاله لسنا بصدد دراسة الاسماء الشائعة والسارية بين اجيال ومواليد المصريين بقدر ماهي اطلالة فكرية على اكثر الاسماء ارتباطا بالجغرافية والتراث والهوية  وهو اسم (العربي)                     فعندما يذكرهذا الاسم يحضر الى الذهن حاراتنا الشعبية في بورسعيد ودمياط والاسكندرية. واذا اردت ان تقابل احدهم  ابحث عنه بين صبيان الصنايعية عند الحلواني والترزي والخياط وصانع الاحذية .وعلى ناصية الشارع يقدم الشاى والنرجيل لرواد المقهى .وعجلاتي في محل صغير في أفقر أحياء المدينة .وبالاضافة الى عمله المتواضع البسيط الذي يرتزق منه لايتواني عن توصيل  طلبات سكان العمارات المجاورة ؟!وهكذا يظل( العربي) مع كل منغصات الحياة وصعوبتها تحت الطلب وفي خدمة اهل الحارة لدرجة تدفع المرء ان يتصور ان هذا (العربي ) ليس مجرد اسما يميز صاحبه ويدل على انسان بذاته وانما اصبح شيئا فشيئا كأنه خدمة عامة تقدم  من قبل انسان متطوع في بيئته.كذلك فان ارتباط  نشأة هذا الاسم بمحافظات مصر الشمالية التي تربطها بالعالم الخارجي والتي تعد ثغور دفاعية ضد الغزوالصليبي والاستعماري على مر التاريخ دفع الضمير الشعبي في تلك المحافظات الى زج عروبتهم في اتون المعركة بل بهذه التسمية  منحو عروبتهم اعلى رتبة في سلاح اسمه التوجيه المعنوي للحشد وتعبئة الجيوش ورفع الروح المعنوية وللحفاظ على الهوية كوسيلة من وسائل المقاومة  .ان من المفارقات الطريفة الا تجد في مصر كلها شخصية لها شهرتها في اي مجال علمي اوسياسي او رياضي او فني يحمل اسم( العربي ) الذي ظل يراوح ويدور بصاحبه وسط  الحارة في مهن ووظائف بسيطة ومتواضعة بين أبناء البلد .اما السبب يعود الى ان كل من يحمل اسم العربي ينشا نشاة مدللة منذ نعومة اظافره  بين أهله وذويه  ومن الاثار السلبية للدلال المبالغ فيه على الشباب انه يسقط من بين ايديهم مبدأ يعد أمضى سلاح يعين الاجيال في صراع الحياة وهو مبدأ الثقة بالنفس والاعتماد المبكر على الذات.فأكثر الناس قدرة على اعتلاء مناصب الشهرة والتفوق في المجتمع هم الذين اختبروا منذ صغرهم شيئ من شظف العيش والاعتماد على الذات.ولولا القاء يوسف ابن يعقوب في غيابت الجب لظل اسيرا لدلال ابيه .ومع هذا فلكل قاعدة شواذ واستثناء وحتى هذا الاستثناء ساقه القدر ليجعل من  (العربي) ليس مجرد اسم  بل ترانيم وتراتيل وآيات يعبر بها المجتمع عن هويته وتراثه وتاريخه وحضارته فقد نجد انسان مصري اسمه (العربي )وله شهرته في الفن الشعبي فقط من بين كل الفنون ليعلم الناس بتراثهم العربي والاسلامي ويحبب المجتمع في تاريخه عبر قصص ابو زيد الهلالي والزناتي خليفة وبطولات سيف بن زي يزن وغيرها ويغذي ارواحنا  بالمدائح النبوية .ومدد ياشيخ العرب ياسيد(وللحديث بقية)